والدايّ لا يلتزمان بالصلاة ولا يراعيان الله فيما يعملان.. ماذا أفعل حيالهم؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

والداي لا يلتزمان بالصلاة، ولا يراعيان الله في كل شيء يفعلانه، كما أن والدي يشاهد الأفلام الإباحية، ويدخن الحشيش، وأحيانا قليلة يتعاطى بعض المنشطات، كما أنه أحيانا يقول بعض الكلام الخارج، لكن ليس لأسرته بالطبع، ولكنه يكون في حديثه عن شيء آخر، فتظهر هذه الشتائم الخارجة... لكنه في نهاية الأمر أب جيد، ويعاملنا جيداً، ويبذل ما بوسعه لجعلنا سعداء.

أما أمي فهي غير ملتزمة أيضاً بالصلاة، ولا تُراعي الترتيب والنظام في البيت، بل هي مهملة، وهذا الأمر يضايقني كما أنها تقوم بكثير من الأشياء الخاطئة في حياتها فمثلا: تغتاب وتسب، حتى أنها تسبنا لأتفه الأسباب.

وللعلم أيضاً هي متبرجة وغير محجبة، وكلما نصحتها في شيء أقدم لها البراهين الشرعية، وهي تتجاهلني وأحيانا ًربما تسبني لذلك أو تقول لي فيما بعد! كما أن عقلها صغير، وتصدق الأمور التافهة والخرافات، وتشاهد البرامج التلفزيونية السخيفة التي تخالف الشرع لما يقال فيها ويُعرض مثل البرامج النسائية التافهة التي يغلب عليها طابع التصنع والنفاق، والبرامج التي تتناقش في الأمور الحياتية بما يخالف شرع الله، وهذا من أكثر ما يضايقني حتى أني كنت أقرأ لها حديثاً عن الرسول الكريم، فبصقت عليّ أثناء قراءته، أيعقل هذا!

أنا أغضب جداً لما يفعله والداي، وعدم التزامهم وأحياناً قد أتضايق، ويظهر ذلك علي وأنتقدهم في تصرفاتهم، ماذا أفعل حيالهم أحياناً يخرج الأمر عن سيطرتي، ولا أستطيع كتمان غضبي، فأضطر إلى رفع صوتي عندما أتضايق؟

الحمد لله الذي هداني، فالحمد لله أنا ملتزم بالصلاة والقرآن والتصدُّق، ولكني أخاف أن أقع في كبيرة بسبب والديّ.

نصيحتكم رجاءً.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ehab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يهدي والديك، وأن يوفقهما إلى مرضاته، وأما الجواب على ما ذكرت فأقول بداية نشكرك على حرصك على هداية الوالدين والنصح لهما، وما تقوم به هو من أعظم البر لهما، فاحتسب الأجر عند الله، والوسائل المعينة لك في نصح الوالدين تكمن في الآتي:
- عليك بكثرة الدعاء للوالدين بالهداية في ظهر الغيب وخاصة في ساعات الإجابة، فالهداية بيد الله، ومن أعظم أسبابها الدعاء.

- عليك الاقتراب من الوالدين أكثر والجلوس معهما، وتلبية طلباتهما وإعطاء الهداية لهما، حتى تكسب قلوبهما، فإنك لو كسبت القلوب بعد ذلك تحصل الاستجابة بإذن الله تعالى.

- عليك أن تكون هادئا ورفيقا ولينا معهما، واجتهد في إيجاد وسائل كثيرة للنصح والتذكير، وأرجو أن لا ترفع صوتك ولا تتضايق من أي ردة فعل خاطئة تبدو منهما.

- عليك بيان الحكم الشرعي في المخالفات التي يقع فيها الوالدان، من خلال فتاوى العلماء، ولو عبر مقاطع صوتية عبر الجوال، أو رسائل ورقية مبين فيها حكم تلك المخالفات، ولا داعي للجدل معهما، ولا الخصومة في ذلك، قال تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}.

- أرجو ان تنكر المنكرات الكبيرة مثل ترك الصلاة وشرب الحشيش من قبل الأب، وترك الصلاة والتبرج من قبل الأم، ولا تفكر في مسألة أن الوالدة مهملة في البيت، فهذا الأمر يرجى الإنكار فيه إلى حين يتحسن حال الوالدة في دينها، وسيحدث التغيير في هذا بشكل تلقائي.

- الزم الصبر والتحمل، فإن كل أذى تلقاه عند دعوتك للوالدين لك فيه أجر عند الله، والله سيعينك في مهمتك إذا صبرت، ولم تتضجر مما يحدث لك.

وفقك الله لمرضاته.


اسلام ويب أستشارات طبية
هنا طبيبك
شاركه على جوجل بلس
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق