أشعر بأنني شاذ جنسياً وأفكر بالانتحار، ساعدوني

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب مؤدب وخلوق، عمري 23 سنة، بدأت قصتي في الثانوية العامة، حيث كنت أعاني من اكتئاب، وتناولت دواء زيروكسات لمدة 3 أشهر، وتحسنت قليلا، وأكملت التوجيهي بامتياز، ثم دخلت الجامعة وكنت قد توقفت عن الدواء.

في السنة الثانية حدثت انتكاسة، وقمت بتأجيل الفصل الدراسي، وعدت لتناول الدواء، ولكن دون جدوى، ثم ذهبت عند طبيب آخر وصف لي دواء سيمبالتا 60، وريزبرادون 1 ملغم، مع العلم أنني كنت أعاني من وسواس المرض، وكنت دائما أبحث عن أي مرض في جسدي، أخشى من الإصابة بالأمراض.

تحسنت حالتي وتركت الدواء، وتخرجت من الجامعة بتقدير جيد، وبحثت عن عمل، وبعد الحصول على الوظيفة، لم أستمر بها سوى أسبوع، وأحسست بالفشل، ولا أصلح لشيء، ثم حدثت لي انتكاسة أخرى وهي الأصعب، ومن هنا تبدأ قصتي ومشكلتي الكبرى، كنت شقيا في طفولتي، وأعتقد بأني شاذ جنسيا، أصبحت حياتي جحيما، وذلك بسبب ممارسة جنسية كاملة مع أحد أقربائي، عندما كان عمري 16 سنة، تكررت أكثر من مرة، وكانت عن جهل، وإني -والله- ندمت جداً، وتبت إلى الله، وتوقفت منذ عام 2010 حتى الآن، ولم أمارس بعدها مع أحد.

لكن بعدها أصبحت أنظر إلى أبناء جنسي نظرة شهوة، وكذلك كنت أنجذب عاطفيا وجنسيا للنساء، أي أنني كنت مزدوج الجنس دون أن أعلم، ومن جديد وقبل 3 أشهر دخلت إلى الإنترنت، وكتبت عن حالتي أنني أميل للجنسين، وهنا بدأ عذابي، وعرفت مصطلح الشذوذ، وأصبحت أبحث عنه، وأبحث عن العلاج، ثم أصبحت أتذكر الماضي، وأجلد نفسي حتى الآن، وأصبحت أكره النساء، ولا أنجذب لهن لا جنسيا ولا عاطفيا كالسابق، خاصة قبل 3 أشهر، قبل دخولي في متاهة الشذوذ، وكان أحد أسباب كرهي للنساء تجربة حب فاشلة مع إحدى قريباتي، فلا أنجذب لهن، وهذا ما يؤلمني، فذهبت للطبيب ووصف لي دواء بروزاك 20، وبعد أسبوعين تحسنت ولم أعد أنجذب جنسيا لأبناء جنسي، وإنما عاطفيا فقط، وأصبح لديّ ضعف جنسي كبير، كما أصبحت بلا شهوة جنسية، ولا مشاعر تجاه أحد، سوى القليل من المشاعر تجاه بعض الذكور.

منذ 3 أشهر أتناول دواء سيمبالتا 60 مرتين في اليوم، ودواء بروزاك 20 مرة في اليوم، ودواء ريزبرادون 1.5 ملغم مرة في اليوم، تركت الصلاة منذ قرابة شهر، وأصبحت أفكر بالانتحار لسوء حالتي، ولكن خوفي من الله يمنعني من ذلك، وأخشى أن أبقى على هذا الحال طيلة عمري، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

أيها -الفاضل الكريم-: الموضوع في غاية البساطة، وهو أن تبني قناعات جديدة أنه لا يمكن أن توجَّه مشاعرك الجنسية نحو الجنسين، لا يمكن أن تجمع بين المضادات، هذا لا يمكن، وخوفك من الله تعالى الذي منعك من الانتحار يجب أن يمنعك ممَّا تفكّر فيه من مشاعر جنسية حول الرجال.

أيها -الفاضل الكريم-: أنت محتاج أن تنقل نفسك لما نسميه بالمنطقة المُحايدة، وهو ألا تشغل نفسك في التفكير في النساء، وفي ذات الوقت تُلجم نفسك وتجلدها جلدًا شديدًا فيما يتعلق بشهوتك نحو الرجال، تكون صارمًا مع نفسك، بهذه الكيفية تنقل نفسك لمرحلة الحياد الجنسي، وتظلّ على هذه الشاكلة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

التوجيه الفكري لديك يقوم على أساس إقناع ذاتك أنك لا حاجة لك لا في النساء، ولا في الرجال في هذه المرحلة، أن تغلظ على نفسك حتى تصل إلى هذه المرحلة الحيادية، وبعد ذلك تسترجع وتبدأ في التفكير في نفسك، في رجولتك، في همّتك، وخلال فترة الثلاثة أشهر التي أتحدثُ فيها يجب أن تُغيِّر من نمط حياتك، أن تكون مع الصالحين من الرجال، أن تكون من روّاد المساجد، حتى وإن كانت قليلة في المكان الذي تعيش فيه، أن تقرأ عن شباب المسلمين الأوائل، من الصحابة وأبنائهم، وأن تقنع نفسك أنك بالفعل يجب أن تُحرر نفسك من عبودية الشهوات الشاذة.

بهذه الكيفية -أخي الكريم- تستطيع أن تتغيَّر، لكن أن تجمع بين الشهوتين -بين شهوة نحو الرجال وشهوة نحو النساء-، هذا لا يمكن أبدًا، فالأمر في غاية البساطة لمن أراد أن يتغيّر بالفعل، واحذر من التبرير أو النكران، لا تجد لنفسك عُذرًا أبدًا نحو الذكور، لا تقول هذا ليس تحت إرادتي، أو أنني لن أفعل شيئًا، أو أنني أمارس الشذوذ منذ 2010، لا، هذه تبريرات واهية، كن صارمًا، كن قويًّا، واتقِّ الله في نفسك، ويجب بعد قضاء الثلاثة أشهر أن تفكّر في الزواج، وهنالك الكثير من الصالحات.

أخي الكريم: تركك للصلاة مصيبة كبيرة جدًّا؛ لأن الصلاة هي عمود الدين، وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فأنت محتاج لمراجعات شديدة جدًّا، والحق واضح، والباطل واضح، والخير واضح، والشر واضح، وأنت في كامل العقل والوعي والإدراك، وأنت مسؤول عن تصرفاتك، فابدأ وارجع لصلاتك، لدينك، لرجولتك، لفكرك، والله تعالى قد حباك بالقوة والقدرة على التغيير، لا أحد يُغيِّرك، إنما أنت الذي تُغيّر نفسك، {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

العلاج الدوائي استمر عليه كما وصفه لك الطبيب، واجعل حياتك حياة فعّالة ومُفعمة بالأمل والخير.

بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.


اسلام ويب أستشارات طبية
هنا طبيبك
شاركه على جوجل بلس
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق